مدونة سامي سهيل - فيسبوك، شبكة التواصل الاجتماعي الأشهر عالميا لم تسلم هي الأخرى من
انتقادات لتفاصيل سياسة الشركة فيما يتعلق بالخصوصية الشخصية لمستخدمي
خدماتها الإلكترونية.
وفي مقدمة هذه الخدمات يأتي برنامج المحادثة "فيسبوك مسنجر"
الذي يعطي شركة "فيسبوك" صلاحية الوصول إلى جميع البيانات المحفوظة على
الهاتف المحمول بمجرد تحميل التطبيق عليه. ومن ضمن الميزات الفرعية المثيرة
للانتقاد، هي إمكانية معرفة حالة "فعالية المستخدم"، سواء كان "فعّالا
الآن"، أو كان فعالاً "قبل 5 دقائق" مثلا.وبينما يرى الكثير في هذه الميزة انتهاكا للخصوصية الفردية، يستخدمها الكثير في "مراقبة حالة الحبيب" على الإنترنت. وما لا يدركه معظمهم أن هذه الميزة تعاني من مشكلة تقنية تجعلها غير دقيقة، ولا تعطي زمنا حقيقيا في كثير من الحالات.
وتحتوي الصفحة المخصصة لأسئلة مستخدمي "فيسبوك" حول خدمات الشبكة الاجتماعية على مئات التعليقات التي تشتكي من هذه الميزة بالذات وتعتبرها مسببة للمشاكل في العلاقات العاطفية. وجميع التعليقات تندرج ضمن سيناريو محدد: "حالة الحبيب فعال وهو ينكر ذلك لاحقا". وكذلك الأمر في الكثير من المدونات التي تناقش المواضيع التقينة.
والحقيقة هي أن "حالة" المستخدم يصعب تحديدها بدقة لعدة أسباب تقنية. منها، أن خدمة المحادثة المستخدمة على موقع "فيسبوك" ضمن متصفح الإنترنت على الحاسب الشخصي، لا يمكنها تحديد حالة "الخمول" للمستخدم. وهي الحالة التي تنشأ عندما يتم الدخول إلى موقع "فيسبوك" ولايجري استخدامه لمدة زمنية ما. وكذلك الأمر بالنسبة للتطبيق على الهواتف المحمولة.
ومن ناحية أخرى، فإن العديد من التطبيقات على الهواتف المحمولة تكون مربوطة بحساب الفيسبوك، ما يؤدي عند استخدامها إلى "تفعيل" حالة المستخدم على الفيسبوك دون دخوله فعلياً إلى الموقع أو إلى تطبيق المحادثة.
إضافة إلى ما ذكر، هناك أسباب أخرى تتعلق بآلية عمل المخدمات وتفاصيل تقنية أخرى تجعل من "حالة" المستخدم غير دقيقة تماماً. ويمكن أن يظهر المستخدم على أنه "فعال" لساعات متواصلة وحالته الحقيقية "نائم".
ورغم مرور زمن طويل على ظهور هذه الميزة في شبكة "فيسبوك"، إلا أن الشركة لم توضح حتى الآن حقيقة المشكلة التقنية، ولم تتمكن من حلها أيضاً.
www.samysouhail.com